حكاية مترجم اسمه أحمد الشيخ!
المصدر: الأهرام اليومى بقلم: سعيد اللاوندي
بعد أن ذاعت شهرته كمترجم مصرى لا يشق له غبار سافر أحمد الشيخ الى باريس ليكون بجوار الكتب التى تعرضها وتصدرها المكتبات الفرنسية فهو يقرأ فى أكثر من كتاب لكنه لا يترجم إلا كتابا واحدا. ولأنه يفهم الترجمة كعمل حضاري، وفيه انسانية كبري، فقد ظل أحمد الشيخ مخلصا لأنه عادة يقوم بترجمتها من الفرنسية والانجليزية معا، ويبدو انه بعد نجاح ترجمته لكتاب رئيس تحرير لموند دبلوماتيك والاستاذ الجامعى بونيفاس «من يجرؤ على نقد إسرائيل» عكف على إصدار أكثر من كتاب منها كتاب مايكل ايفانز بعنوان «النبوءات الأمريكية وكتاب التونسى مختار بن بركة اليمينى المسيحى الامريكى تاريخ ومسيرة» ويقول المترجم انه نقل الكتاب الاول الى العربية لعدة اسباب أهمها انه يريد أن يوضح دور الدين فى المجتمع الأمريكى وتأثير ذلك على القرار السياسى فى الداخل والخارج وان يتوقف البعض عن الترويج لصورة امريكا المبهرة ليشاهد الكابوس الأمريكي! أما الكتاب الثانى والذى بذل فى سبيل نقله الى اللغة العربية جهدا كبيرا يسهم ـ هكذا يقول ـ فى تقديم معرفة افضل بالمجتمع الأمريكى وبتيار اليمين المسيحى لقناعته بأننا أحوج ما نكون اليوم الى معرفة التيارات المخالفة والمعادية لنا.
أنهما كتابان مهمان تحتاجهما الساحة الثقافية والعربية المصرية لأننا كنا نعيش وهما أن المجتمع الأمريكى هو مجتمع علمانى يحفظ الحريات الدينية والحقوق لكل الطوائف المكونة له والصحيح اننا افقنا من هذا الكابوس عندما تحدث جورج دبليو بوش عن الحرب الصليبية. كما تحدث كمتدين شديد الورع عن ان العناية الإلهية ارسلته لكى يؤدب مسلمى العالم. فإذا بنا نعرف زيف كل ما يقال عن المجتمع الامريكى بعد ان ترجم احمد الشيخ الكتابين السابقين وأصدرهما عن المركز العربى الإسلامى للدراسات الغربية فكان قد أصدر من قبل بالتعاون مع الشروق الدولية كتاب الحرب العالمية الرابعة لمؤلفه باسكال بونيفاس باختصار لقد سلخ احمد الشيخ من عمره سنوات لكى يقدم لنا ترجمة نريدها مثل كتاب المسيحية هى الحل وكتاب الشرق والغرب فى زمن الحروب الصليبية إننا قد فهمنا من المترجم احمد الشيخ أنه لولا الصبر والمثابرة لما استطاع أن يحيطنا علما بالمجتمع الأمريكى الذى نواجهه فى صحونا ونومنا لأنه قوام الدولة العظمى الوحيدة التى تحكم العالم بعد زوال الاتحاد السوفييتى السابق.
اترك تعليقاً